المايكروويف ذلك الجهاز العجيب الذي لا يكاد يخلو بيت من وجوده . كثر الحديث عنه و عن أضراره و عن الخوف من استخدامه و هل هو مضر بالصحة أو لا . وأنا شخصياً - كدارس للفيزياء الطبية - تناقشت مع عدة أساتذة في الجامعة و مع عدة مختصين بالأغذية فمنهم من أيّد ضرر المايكروويف و منهم من أنكر ذلك . فقمت بالبحث ملياً و ترجمت عدة مقالات حتى أخرج لكم بهذه النتيجة التي وصلت إليها و أسأل الله تعالى أن يتقبلها مني و أن ينفعكم بها ( باعتبار أن المحتوى العربي ضحلٌ جداً ومعظم المعلومات منسوخة من بعضها ).
بصراحة : الكلام يطول عن تأثير المايكروويف على المستخدمين له في المطبخ بشكل مباشر ولا أريد الخوض في هذا المضمار و لا ماهية الضرر وسأذهب إلى لب الموضوع مباشرة .
إن مبدأ التسخين يكون عن طريق إرسال موجات عالية التردد ( سريعة جدا ) فتدخل هذه الموجات إلى المادة المراد تسخينها , و تقوم بهزّ جزيئات الماء الموجودة داخل المادة .إن هذا الإهتزاز السريع لجزيئات المادة يولد حرارة ناتجة عن احتكاك جزيئات الماء ببعضها و هذه الحرارة تسبب تسخين المادة المراد تسخينها .وبهذا فإن مبدأ تسخين المايكروويف من الداخل إلى الخارج في حين أن التسخين بالطريق العادية أو بالفرن العادي يكون من خارج المادة إلى داخلها .إن هذه اللإهتزازات -الموجات- الواردة من المايكروويف تقوم بهزّ جزيئات الماء بشكل خاص و لكنها أيضاً تقوم بهزّ جزيئات العناصر الأخرى المكونة للمادة مثل البروتينات - على سبيل الذكر- . فالمعروف أن البروتينات مكونة من سلسلة طويلة من العناصر الكيميائية مثل الهيدروجين والأوكسجين و الكربون و النيتروجين ( H, O, C, N ) و عندما تهتز سلاسل البروتينات الطويلة و الثقيلة بسرعة عالية فإن ذلك يؤدي إلى انقطاع السلسة و تحويل السلسة البروتينية إلى أكثر من قطعة فيتحول البروتين المعروف و المفيد إلى سلسلة متقطعة .و بالطبع فإننا عندما نأكل هذا الطعام فإن المعدة تقوم بتفكيك الغذاء إلى عناصره الأوليه و عندما يريد جسمنا أن يمتص هذا الغذاء ( من ماء و أملاح وفيتامينات ودهون وسكريات و بروتينات ) فإنه لا يستطيع أن يتعرف على سلاسل البروتينات المقطوعة فماذا سيفعل جسمنا في هذه الحالة ؟
1- سوف يحاول إتلافها و إخراجها كفضلات خارج الجسم . ( غالباً ) أو
2- سوف يحاول ربطها بذكاء و دقة متناهية و يعيد تشكيلها إلى بروتينات معروفة يستفيد منها . ( نادراً ) أو
3- سوف يعيد ربطها بشكل خاطئ فلا يستطيع التعرف عليها فيخرجها على شكل فضلات خارج الجسم . ( نادراً ) أو
4- قد يعيد ربطها بشكل خاطئ ويقوم بامتصاصها ( نادراً ) و هنا تكون الكارثة :عندما يعيد الجسم إنتاج هذه السلسة الجديدة (والتي هي ليست بروتيناً أصلاً ) و تكاثرها حتى تصبح سرطاناً والعياذ بالله .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسة : ماهي نسبة البروتينات التي تتقطع في المادة جراء تسخينها بالمايكروويف ؟؟إن النسبة المدمّرة من البروتينات في المادة مرعبة جدا فقد تراوحت في عدة دراسات قرأتها بين 60% و 90% . فتصور أنك تسخن قطعة من اللحم للإستفادة من البروتينات الموجودة فيها و في الحقيقة أنك لا تستفيد إلا من 10% فقط من قطعة اللحم و الباقي سيكون فضلات .
و هنا سأذكر لكم بعض النتائج التي أظهرتها نتائج الدراسات :
لقد لوحظ على نتائج فحص الدم لدى المشاركين في الدراسات تناقص ملفت للنظر في عدد الكريات الحمراء و عدد الكريات البيضاء و الهيماتوكريت و تناقص في خضاب الدم و ذلك بعد 15 دقيقة من تناولهم وجبة طعام مسخنة بالمايكروويف .
إنتاج مادة (د-نيتروسوديثانولامين d-nitrosodiethanolamin -)-مادة مسرطنة معروفة في صحن لحم تم تسيخينه لمدة طويلة حتى نضج اللحم وأصبح صالحاً للأكل.
- زعزعة استقرار مركبات البروتين الجزيئية البيولوجية النشطة.-إنتاج مواد مسرطنة في مركبات البروتين الهيدروليساتي من الحليب والحبوب.
-تغيير العناصر الغذائية الأساسية التي تسبب فيما بعد قصور في الجهاز الهضمي.
-وعن طريق التغيرات الكيميائية في الأطعمة لوحظ ضعف في الجهاز الليمفاوي. و تتدهور القدرة المناعية للجسم التي تحمي ضد أنواع معينة من الأورام (أورام سرطانية).
-إستخدام المايكروويف في التسخين يؤدي إلى إنتاج زيادة عدد الخلايا السرطانية في مصل الدم.-أشعة الميكروويف تؤدي إلى تغيير في انهيار عناص غلوكوزيد وغالاكتوزيد في الفواكه المجمدة عند إذابتها باستخدام المايكروويف .
-و في إحصائية لعدد من الأشخاص يعتمدون في غذائهم على أطعمة مسخنة بالمايكروويف لوحظ وجود بعض الأورام السرطانية في المعدة والجهاز الهضمي , فضلا عن انحطاط عام في الأنسجة الخلوية الطرفية، بالإضافة إلى انهيار تدريجي لوظائف الجهاز الهضمي والجهاز الإخراجي.
-فقدان 60 الى 90٪ من الطاقة الحيوية في جميع الأطعمة التي تم اختبارها. -تدمير القيمة الغذائية للبروتين في اللحوم.
-تسارع ملحوظ في التفكك البنيوي من جميع المواد الغذائية.
طبعا القائمة تطول و أنا اختر ت لكم أهم ما ذكر فيها و أخيرا و ليس آخرا:
لا تسخنوا الحليب بالمايكروويف :
إن تسخين الحليب بالمايكروويف يسبب هبوط حاد في الأجسام المضادة الموجودة فيه حتى و إن كان التسخين قليلا لدرجة حرارة بين 20 إلى 50 مئوية ( طب الأطفال عام 1992 )وفي دراسة لجامعة ستانفورد| كاليفورنيا رفض الباحثون استخدام أفران المايكروويف حتى في درجات حرارة منخفضة . و أثبتت أبحاث أخرى أن تدفئة الحليب للأطفال الرضّع في أفران المايكروويف يسبب عمل تغيرات في الحموض الأمينية لبروتين اللبن وهذا يقلل من القيمة الغذائية للحليب .
و هنا أذكر بالمناسبة دراسة ذكرها الدكتور جميل القدسي المختص بالأغذية النباتية و مؤلف نظام الغذاء الميزان :
الميكرويف يؤدي إلى استنفاد الأطعمة التي يتم وضعها بداخله من عناصرها مما يجعل هذا الطعام
طعاما ميتا لا عناصر فيه ولا طاقة حيوية أيضا , والطاقة الحيوية هي الطاقة التي سجلها العلماء وتكون
موجودة في الأطعمة الطازجة مثل شرب الحليب مباشرة من الناقة أو الغنمة أو قطف الثمار من الشجر
وأكلها مباشرة , فكل هذه الأطعمة تكون فيها طاقة حيوية تستمر لمدة 48 ساعة بعد أخذها من
مصدرها الأم مباشرة , مثل الحليب عندما يخرج ساخنا من ضرع الماشية مباشرة فهذه من طاقته
الحيوية , أي الطاقة التي فيها الحياة , ولكن ماذا لو قطفنا مثلا الآن قطعة من القرنبيط ( أي غنية
بالطاقة الحيوية ) وطهيناها على الميكرويف , الجواب ستفقد الطاقة الحيوية فيها فورا وستفقد
عناصرها الفعالة أيضا فكيف ذلك ؟ ففي دراسة أجريت عام 2003 ونشرت نتائجها في في مجلة علم
الأطعمة والزارعة Journal of the Science of Food and Agriculture5 وجدت هذه الدراسة أن البروكلي
الذي تم وضعه في الميكرويف مع قليل من الماء , فقد أكثر من 97% من خصائصه المضادة للأكسدة ,
في حين أن البروكلي الذي تم طهيه بالبخار فقد11% فقط من عناصرها لمضادة للأكسدة , فقد تخربت
مركبات الفينول الموجودة في البروكلي الذي تعرض للميكرويف وهي أهم المركبات الموجودة في
النباتات ككل وترجع كثير من فوائد الأعشاب والنبااتات لوجود مركبات الفينول فيها , كما أن مركبات
الجلوكوزينولات في البروكلي تخربت أيضا بعض تعرضها للميكروويف والشيء الوحيد الذي بقي سليما
هو المعادن الموجودة في البروكلي والله ولي التوفيق أخوكم د جميل القدسي
و أخيراً أسأل الله تعالى أن أكون قد أفدتكم بما أعلم و أسألكم أن تشاركوا هذه المعلومة إن أعجبتكم ولا
تبخلوا بنشر المعرفة على أحد .
المقال كامل من ترجمتي ( غياث خليف ).
المصادر:
- Heinz R. Gisel "In food we trust – Nutrition for body and soul in times of troubles" 2009, S. 128f; ISBN 978-1-60791-265-1 (Wir vertrauen Lebensmitteln - Ernährung für Körper und Seele in Zeiten von Schwierigkeiten) [Quelle als PDF]
- Quan R et al., "Effects of microwave radiation on anti-infective factors in human milk." Pediatrics. 1992 Apr;89(4 Pt 1):667-9. (Effekte von Mikrowellenstrahlung auf antiinfektive Faktoren in der Muttermilch) [Quelle als PDF]
- Lubec G et al., "Aminoacid isomerisation and microwave exposure." Lancet. 1989 Dec 9;2(8676):1392-3. (Aminosäure Isomerisierung und Mikrowellen-Exposition.) [Quelle als PDF]
- Chen S.-T. et al., "Rapid racemization of optically active amino acids by microwave oven-based heating treatment" International Journal of Peptide and Protein Research, , Issue 1, pages 73–75, January 1989 (Schnelle Racemisierung von optisch aktiven Aminosäuren durch Mikrowellen-basierte Wärmebehandlung) [Quelle als PDF]
- Gessner BD, Beller M. "Protective effect of conventional cooking versus use of microwave ovens in an outbreak of salmonellosis." Am J Epidemiol. 1994 May 1;139(9):903-9. (Schutzwirkung von herkömmlichem Kochen im Vergleich zum Einsatz von Mikrowellen in einem Ausbruch von Salmonellose.) [Quelle als PDF]
- Schrumpf E. & Charley H. "Texture of broccoli and carrots cooked by microwave energy" J. Food Science, 1975, 40:1025-29 (Texturen von Brokkoli und Karotten, die durch Mikrowellenenergie gekocht wurden) [Quelle als PDF]
- Blanc, B. H. & Hertel, H. U. "Comparative Study about the Influence on Man by Food Prepared Conventionally and in the Microwave-Oven." 1992 (Vergleichende Studie über den Einfluss auf den Menschen durch Lebensmittel, die konventionell und in der Mikrowelle zubereitet wurden.)
- Blanc, B. H. & Hertel, H. U. "Hände weg vom Mikrowellenherd!" Raum & Zeit, 1992, special Nr. 6, Ehlers, Sauerlach.
- Guo S et al., "Effect of microwave radiation on the rat hematopoietic system." Wei Sheng Yan Jiu. 2011 Mar;40(2):223-6. (Effekt von Mikrowellenstrahlung auf das blutbildende System der Ratte.) [Quelle als PDF]